واقف في حمى الحرم قاصد باب ذي الكـــرم
طارق باب واحــــــد يغفر الجرم واللامـــم
خلق الكــون كلـــــه ليس يسهو ولا يـهــن
قد تعالــى جلالــــه علم النــاس بالقلــــم
بابه ليـــس دونــــه من حجاب ولا حشــــم
بين جنبـي خافـــق يتشكى من الألــــــم
آلمـــي جرح أمتــي جلب الهـــــم والسأم
كلما قلت جرحـهــا سوف يبرأ ويلتئــــم
راشها سهم حاســد بالعداوة قد وســـــم
سيفها كان مصلـــة فنبا السيف وانثلــم
أنشب الذل نابــــــه فبدا السقـــم والورم
أين يمنت نـــــاظري راعني الذل والغشــم
في ربى القدس إخـوة فيهم الحزن مرتسـم
فيهم الظلـم قد عـدا فيهم الفقر قد جثــم
آه من حال أمـــــتي فقدت عزها الأشـــــم
تركت هدي ربهـــــا وتخلت عــــن القيــم
واستهانت بدينهــا فأتى الجيل في صمـم
كان ملك الدنا لــها كانت الخصم والحكـم
زلزلت عرش فـارس دككت كل منهــــزم
آو لـما أصـابهــــــا هول خطب بها الـــم
إن لـلـــه غضبـــــة قد أعدت لمـن ظلــــم
كيف نشكو لخصمنا وهو بالحقد يظطـــرم
يالـهـا من مهـــــازل تجلب الشيب والهـرم
كيف نبني و غيرنــــا يعشق الهدم والرمـم
ربـمـا عز قـومنـــــا ربمــا الفجر قد قــدم
فنـرى الحق عالــــي ونرى الذل قد حسـم
ونرى الليث قد همع ونرى الليل قـد ختــم
ونرى كـل روضــــــة غصنها مال وانسجــــم
ونرى البـــدر ضاحك ونرى الشمس تبتســم
واقف في حمى الحــرم قاصد باب ذي الكــــرم