من خلال ما سطر من أحرف ، وقرر من قرارات ، ونوقش في الأطروحات ، نجد شيئا من القسوة على المعلمين والمعلمات ، ويا ليت أن ذلك يضفي تغيرا إلى الأفضل في حالهم ، بل نجد أن ذلك يؤثر على مسيرة العلم والتعليم ، ويزيد من الطين بِلَّة ، بسبب عدم الموضوعية في علاج مشاكلهم ، والإهتمام في آمالهم وتطلعاتهم ، والبحث في حاجياتهم وشؤونهم .
المعلمين والمعلمات يهتمون بتعليم " 5.7 ملايين طالبا وطالبة "(1) ، وهذا العدد ليس بالسهل على الإطلاق ، فكيف نريد منهم أن يقوم بواجبهم ، وهم يواجهون سيلا من الانتقادات من المجتمع ووسائل إعلامه ، حتى ترسب في نفوس بعضهم كره التعليم وما يتبعه ، وعزز في نفوس الطلاب امتهان مهنة المعلم ومن يقوم به .
فرفقا بالمعلمات والمعلمين أيها المتعلمين !!
إننا كأفراد ومؤسسات يحتاج منا أن نقف معهم في كل ما يحتاجونه ،إنهم يحتاجون من يحفزهم ويقف بجانبهم ويقوي من سواعدهم ، يحتاجون الوقفة المشرفة التي تثبت عظم مهنتهم ، يحتاجون الدعم لإعادة حقوقهم ومتطلباتهم ، من أجل أن نلحق بالركب ، ونعظم العلم ، وننجح في الحياة ، وإلا فالطلاب والطالبات هم الضحية .
إنني أجزم بأن هناك ممن يقوم بهذه المهنة ، لا تهزه مثل هذه الأعاصير ، لأنه يؤدي واجبه بإخلاص وإتقان مهما حصل وكان ، ولكن الأكثر منهم ، يتأثر بما يصول حوله ، فيكون نتاج هذا التأثير على الطلاب والطالبات .
يقول أحمد تقي الدين:
ذاك المعلم وهو أفضل عامل
يعلو به شأن البلاد ويعظم
فإذا أردتم للبلاد تقدما
فابنوا المدارس والمعلم كرموا
نحتاج عندما نقع على أي خطأ من قبل أي معلم أو معلمة ، بأن نلين الجانب لهم بالقول والفعل ، والأخذ على أيديهم بالأسهل والألطف ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به) رواه مسلم .