بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفريز أو الفراولة أو ((توت شلق)) كلها أسماء لمسمى واحد هو تلك الفاكهة, بالغة الأناقة والجمال, التي تكاد لا تظهر في السوق حتى تختفي, وإذا ظهرت فلا بد أن تحاط بمظاهر التكريم اللائقة بثمنها المرتفع, فتوضع في صناديق خشبية صغيرة ناعمة الملمس, وتغطي بالورق الصقيل اللامع, ثم تتربع فوقها بطاقة السعر الذي يفوق أية فاكهة أخرى.
ولعل أنسب وصف يوصف به الفراولة هي الفاكهة المدللة, فهي مدللة في سعرها, ومدللة في بيعها, ومدللة حتى في طريقة قطافها وتناولها, ويكفي أن تضغط عليها قليلا أكثر مما يجب لتفسد مظهرها ويتشوه شكلها.
وبين البلاد العربية, تكثر وجود الفراولة في لبنان, بينما يقل في البلاد الأخرى, ويعتقد أن جبال الألب هي موطنها الأول. وقيل في تاريخه أن ثماره كانت تجنى من البراري ثم تنقل إلى البلدان مغلفة بقشورها لتباع وتؤكل مغموسة بالكريم والسكر .. ولم تزرع الفراولة في الحدائق إلا في القرن السابع عشر عندما أمر لويس الرابع عشر بزرعه في حدائق قصر فرساي .. وقيل أيضا أن هذه الفاكهة استمدت اسمها من الشاب الذي كان أول من حملها إلى فرنسا في عهد الملك لويس والذي كان يدعى ((فريزييه))!!!!!!
إن أهم ما تتميز به الفراولة هو غناها بالسكر والأملاح المعدنية وخاصة الكلس والفسفور والحديد, ويوجد البروتين في حبيباته الصغيرة, كما تحتوي على حامض الساليسيلات الطبيعي. وعلى هذا فإن الفراولة توصف في حالات الرثية المفصلية, والنقرس وآفات الكبد, وحصيات جهاز البول, وحصيات الطرق الصفراوية وأمراض المثانة. كما إن احتوائه على السكر الطبيعي يفيد المصابين بالسكري الذين يستطيعون تناوله دون أي محذور.
وللفراولة خاصية تخفيف كميات حمض البول, كما ينشط الصفراء ويزيد في قلوية الدم, وفوق كل هذا يعتبر مسكنا للآلام ومهدئا للأعصاب, كما تبين للعلماء أن للفراولة أثرا لا ينكر ضد عصيات الالتهاب وخاصية عاصية التيفوئيد.
على أن الملاحظ أن بعض الناس يتحسسون تجاه الفراولة, ويبدو أن التحسس على شكل آلام أو حكة جلدية, أو نقاط حمراء على البشرة, أو إسهالات مفاجئة.
وقد يكون سبب التحسس عائدا إلى الحبيبات البروتينية على سطحها, وهذا الحالة لا تنتهي المشكلة بمجرد إزالة الحبيبات, أو يمكن تطبيق
الطريقة المتبعة تجاه بعض الأغذية المسببة للتحسس وهي أن يتناول المصاب بهذه الحالة كمية قليلة من الفراولة تزداد تدريجيا خلال بضعة أيام أو أسابيع. ومن الضروري أن ننبه إلى أن الفراولة يأتينا في الغالب مترعا بالجراثيم والغبار المتراكم عليه خلال نموه ونضجه, وإذا ذا قدرة على إبادة الجراثيم فليس معنى ذلك أن نهمل تنظيفه, بقدر المستطاع قبل أن نتناوله, ويجب أن تؤكل الفراولة بعد تنظيفه مباشرة, لأن غسله بالماء ثم تركه بعض الوقت يخرب خواصه المضاده للجراثيم.