بين زوجين
دكتور عثمان قدري مكانسي
قد يخطئ الإنسان ويزل ! .. ولا أدري ما قلتً لزوجتي في سَورة غضب ... فوجدت صباحاً على طرف السرير هذا البيت :
تقـول جهـاراً سـتحـرق قلبي *** وربي عـظيـم عـلـيـم بمـا بـي
فانتفضت كاللديغ ، فما ينبغي لي أن أتفوّه بمثل هذا الهُجر من القول ...
ورأيتُني أكتب تحت بيتها هذه الأبيات :
أعـوذ بـربـّك أن أســتـبـيـح *** فؤادَك يا من سـكنـتِ بـقـلـبـي
ويـعـلـمُ ربـي بـأنـك حِـبّـي *** وأنـك ورد يـفـــوح بــدربــي
وأســأل مولاي بـرد الحيـاة *** لإلهـام روحيَ من دون ريـبٍ
ودنيــا تميــسُ ببهجـة أُنـسٍ *** وخيـراً يصوبُ لزوجيَ حبي
وأرجوك أن تُجملي في الخصام *** وتَرعَيْ بلطف سُوَيعات قربي
وأن تجعـلي بيتنـا كالرياض *** ببسـمة وجهك من دون كَربِ
ولا تَجهمي بالعَبوس، فإن الـ *** العبـوس سـبيل إلى كل خطبٍ
ولا تتحَـدّيْ ، فـليس التحدّي *** لِـزوج رؤوم عطـوف بثـَتوبٍ
إذا ما التـَزَمْتٍ بحقّي عليـكِ *** وزالَ الخصامُ ، وأُبتٍ لحـبّـي
فأنتِ الحبيبةُ ، انتِ الطبيـبُ *** مليكـة ُ عقـلي وفكـري ولـُبّي
ومـاليَ غيـرُ الـدعـاء لربّـي *** لـيحـْفـظَ ..( رَيحانةَ المتنبي)..