فى الوقت الذى أراد فيه أعداء الإسلام أن يقوموا بتجهيل المسلمين وبمسخ أجيالهم متبعين فى ذلك أمورًا ثلاثة:
أولا : اخلاء المناهج الدراسية من تعاليم الاسلام .
ثانيًا : اعلام فاسد موجه علينا ليل نهار .
ثالثًا : تشجيع البنات على أن يخرجن متبرجات .
حين أرادوا ذلك وخططوا له جيدًا ...
فانظر ماذا كانت النتيجة ..
وأى الأمرين غلب ؟! أمر هؤلاء أم أمر الله رب العالمين ؟!
إذا بهؤلاء الشباب هم عباد الله تعالى ، وعمار مساجده ، وحافظوا قرآنه ، وحاملوا دعوته .
وإذا بالفتيات أكثر تحشما وتعلقا بردائها الشرعى وانتشر الخمار أكثر من ذى قبل .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
* وأضرب لذلك مثلا أثر فىَّ جدًا ألا وهو :
منذ عدة أشهر حدث كسوف للقمر فجاء إلىَّ بعض الأولاد فى المرحلة الاعدادية ، يقولون لى: ألا تصلى بنا صلاة الكسوف؟! سنة النبى صلى الله عليه وسلم ؟!
فنظرت إليهم متعجبًا - لا لقولهم - إنما قائلا فى نفسى : من أين جاء هؤلاء الأولاد والشباب ؟!..
...................
* ولمَّ نذهبُ بعيدًا أنا أو أنت يا أخى ؟! ومعنا مثال عشناه جميعًا ألا وهو :
حين جاءت أمريكا بكل ما أوتيت من قوة وطاقة تضرب أهل العراق دعا المسلمون فى صلواتهم أن ينصرهم الله تعالى على عدوهم . وكان أئمة المساجد يقنتون فى صلواتهم والمصلون يأمنون ..
فلما دخلت أمريكا إلى أرض العراق ظن كثير من الناس أن الأمر قد انتهى حتى إنى رأيت أئمة مساجد (مشايخ كانوا يقنتون) تركوا مساجدهم عدة أيام خجلاً من لقاء الناس .
وظن الناس أمرًا وأراد ربك أمرًا آخر .
وزاد الطين بلة أن داخل العراق نفسها سارعت كل الأحزاب العراقية ( القومية منها وحتى الاسلامية ) بالانضمام إلى مجلس الحكم الأمريكى ( ذلك المجلس الذى صنعه الاحتلال ) ..
وأخذت أمريكا تهدد دول العالم الإسلامى أجمع حتى أن القذافى فعل ما تعلمون ..
هنا وهنا فقط ..
فجرَّ الله تعالى برحمته الجهاد كما يتفجر النار فى الهشيم ، وكما يخرج الماء من بين الصخر .. ودب الجهاد فى أهل العراق كما تدب العافية فى الجسد المريض فينشط .
وقام علماء العراق بعمل هيئة علماء المسلمين لا تنتمى إلى طائفة دون أخرى ولا لحزب دون آخر إنما ينطوى تحتها علماء المسلمين يقودهم رجل معروف بعلمه وورعه وجهاده ألا وهو الشيخ حارث الضارى حفظه الله مجاهد من بيت مجاهدين ، حيث إن والده رحمه الله هو الذى قتل المنتدب البريطانى على العراق حين احتلت انجلترا العراق .
قام هؤلاء العلماء يوجهون الجهاد فى العراق فاستهدفت أمريكا هؤلاء العلماء وأخذت تصفيهم جسديًا عالمًا تلو عالم ، حتى قتلوا منهم الكثير واعتقلوا من اعتقلوا . لكنهم صابرون مجاهدون ، رافعون رءوسهم لعنان السماء ، واضعون أنف أمريكا تحت أقدامهم أمام العالم ، رافعون رأس هذه الأمة إلى عنان السماء .
نعم إن أهل العراق يعانون ويضربون لكنهم يجاهدون ...
ويمرغون أنف أمريكا وكبرياءها فى التراب ...
وتتمنى أمريكا أنها لم تكن قد دخلت العراق .
فأى الأمرين غلب ؟! .. أمر أمريكا ، أم أمر الله رب العالمين ؟!
نلوذ بالله لا نبغى به بدلا ... ومن يلوذ بباب ينصره
نرضى به وهو يرضينا ويغمرنا ... بعفوه وبهذا العلم نعبده
وكيف نرضى بغير الله متجها ... والكل والجزء والأعضاء تعبده
نخلى قلوبنا له من كل شائبة ... إن عشنا أو متنا أعضاؤنا توحده
أخى المسلم فى كل مكان .. هذه رسالة موجهة إليك
لقد أعزك الله سبحانه وتعالى بأن اختارك واصطفاك لتكون فردًا من أمة الإسلام ولتكون وريثا لكل كتب الله السماوية . أنت يا أخى المسلم وريث آدم الذى خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه وأمر ملائكته بالسجود له . أنت يا أخى المسلم وريث نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وكل أنبياء الله تعالى، وقد يظن بعضكم أنه ليس أهلا لهذه المهمة لأنه صاحب ذنوب وخطايا أقول له : حتى لو كنت كذلك . فأنت أيضًا ممن اصطفاهم الله لأنك انسان مسلم واسمع الى كلام مولانا جل وعلا وهو يقول :
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }[سورة فاطر آية 32].
فلا يصغرن أحدكم أمام نفسه وليعلم أنه أسد من أبناء أسود . لا نعجة من أبناء نعاج ..
أنت يا أخى المسلم من أتباع حمزة أسد الله وأسد رسوله ..
أنت يا أخى المسلم من أتباع جعفر الطيار الذى اختار أن تقطع يداه ولا يسلم الراية ..
أنت يا أخى المسلم ممثل لهذه الأمة فأحيانا تتمثل الأمة كلها فى رجل ويتمثل الرجل منا فى أمة { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } .
ألا لا يكتفى كل واحد منكم بأن يقول إن الأمة فى ضياع وتفرق وضعف وهوان إنما قم بدورك أنت بصدق واصدق الله يصدقك من مجاهدة نفسك ورعاية أولادك وأهلك وذويك وانشر الخير حيث أنت واستعن بالله ولا تعجز .. مقتديًا فى ذلك بإبراهيم عليه السلام الذى أمره الله تعالى بأن يصعد على جبل أبى قبيس ويؤذن فى الناس بالحج .
فقال إبراهيم : يا رب كيف ولن يسمعنى أحد فى هذا المكان القفر ؟
فقال له الله : يا إبراهيم ، عليك الآذان وعلينا البلاغ ...
وها هى ملايين الحجاج تحج بيت الله الحرام مستجيبة لأذان إبراهيم عليه السلام .
كيف بلغهم الأذان من أعماق الصحراء ؟!
إنها قدرة الله ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .