إذا أقبل العيد تقترب الفرحة
تشرق الشمس على العيون المترقبة
تتهادى رقيقة بظلالها تزحف ببطء مدروس تعودناه وما مللنا الصحبة ولكنها للعيون الشاعرة .. للقلوب الضامة لذهبيتها فتوح بـِوَحْيٍ وصباح مضيء لا يلبث إلا أن يأتي بألف معنى وحكاية .
تشرق شمسنا والكل متألق
الكل يحمل الأوراق في يد والمداد في البسمات المطبوعة على خضر الوريقات ابتسامات باجتماع الأحبة وتتدافع الكلمات كقطار يسير بتؤدة عند كل محطة يقف يقول لسفرائه انتشروا في أرض النفوس وأرسلوا نقاطي وجملي مغلفة حلوة بسكاكر العيد .
وتتذوق النفس لما تسمع رنة هاتف برسالة أو خطاب على لوحة مرسلة أو تحية عبر وريقة ببريد قديم .
تتذوق هذه النفس كل معاني التهاني لتفاجأ بسيل يجرف الترقب .. يزيل بعضا من بسمات بيض ليتربع على هاماتها أسف بحال كان .. وما عاد يزين أجنحة الطير .. الزاجلة نهنئكم .. وكل عام وأنتم بخير نهنئكم عدد حبات المطر وأوراق الشجر !!
نهنئكم ولا نريد أن نتعب في تهنئتكم .. فهاكم بضاعة مكررة متداولة مجمدة معلبة صنعت بقوالب خذوها وتداولوها وأرسلوها ..
فتصلنا جافة بلا روح
تصلنا بلا همس الأحبة
ولا دفء الخيال وقت الأصيل
تصلنا وتقول واجب نؤديه
لا نريد أن نتعب
حول يا هاتف الرسائل الجوالة لتلك وهذه وهذا فما يصلح لأخي يصلح لأبي وزوجي وعمي حول يا هاتف يا جوال واسكب رنين الرسائل المعلبة في هواتف أختي في الله وصديقتي وزميلتي وجارتي فالكل يصلح للكل .
وتدور نفس الرسائل لتصلك مرة واثنتين وثلاثة تحمدين الله على تذكرهم ... تسرين لهمسهم في قلبك يهنئونك بعيد , ولكن!! تتمنين رسالة لك... صنعت خصيصا لك تقول :
أهنئك .. لما يتثنى الورد دلالا
أهنئك صبيحة عيد ولقياك عيد
فجري برويحات لطيفة كطيفك ...
فلم لا نتعب قليلا برسالة من حروف قليلة ما بال المشاعر باتت تحمل ذات الكلام بلا خصوصية ؟ ما بال أناملنا ما عادت مصانع لحروف تنعش القلب فنبدع إشراقا ونبدع حبا ونبدع في خصوصية .
تهاني معلبة كثيرة محمود مرسلها مأجور ..
ولكنها للكل ..
فلم بتنا لا نطير مع السحاب لنزرع بسمة
ستظهر لعيون القاريء ولو من على بعد ويعلم أن من أرسل زاجله هذا المرة صنعها خصيصا له فيثقل ميزان حسنات وتشف الأرواح وتلتقي بحب أكثر دافيء أخضر غير معلب ..........