بسم الله الرحمن الرحيم
قيل أنّ لكلّ اسم من مسمّاه نصيب، وهكذا كان "عبد الله" عبدا موحدا مخلصا لدينه وامته .. و"عزّام" .. العزيمة الصادقة .. والإرادة الفذة .. خط ّ للجيل طريقاً غُيّب، وأنار للعلماء منارة مفقودة، وعلـّّّم الجَمْعَ أن شجرة الإسلام لا ترتوي إلا بالدّم الطاهر الزكيّ، فقد كان درْسُ استشهاده في 24/11/1989م حيّا لأولي الألباب، وحديثُ دمِه أبلغ ما ترك للأجيال المتعاقبة .
عزّام الظاهرة الفريدة .. فهو العالِمُ والمربّيُّ والمجاهد. إنه مدرسة قرآنية، وترجمة عملية لمدرسة سيد قطب رحمه الله. لم يكن يخشَ في الله لوْمة لائم، فاعتلى صهوة الجهاد، تاركًا حياة البذخ والترف، منتقلاً إلى " قواعد الشيوخ " في الأردن والتي شنت هجمات عسكرية عدّة على قوّات الاحتلال الغاصب، إذ كان أميراً لقاعدة بيت المقدس، فخاض عدة عمليات وم**** ضد جيش الاحتلال الصهيوني، فكانت " معركة الحزام الأخضر"، و"معركة5 حزيران 1970"، وقد كان رحمه الله قائد الوحدة المنفذة، التي استشهد فيها ثلاثة من الإخوان، ثم "عملية سيد قطب"رحمه الله.
كان " د. عبد الله عزام " أستاذاً في الجامعة الأردنية تشهد له اروقتها وقاعاتها وطلابها. كان له تأثير عجيب في طلابه فاستطاع ان يغرس فيهم حب العمل لله والجهاد في سبيله. ولمّا أغلقت أبواب الجهاد في فلسطين، انتقل للعمل في الجامعة الإسلامية في باكستان، وهناك عاود رحلة الجهاد عبر جبال أفغانستان، ولم يكن ذلك يشغله عن فلسطين، بل كان يرى أن إقامة دولة إسلامية فيها هي حجر الأساس لتحرير فلسطين ، فكان يردّد : لن يهدأ لنا بال، ولن يقرّ لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين.
في الليلة الظلماء غابت الذروة الشمّّّّاء وافتقِدَ البدر الذي رحل، وهو يبني بيت الشموخ والكبرياء. لقد كانت الشهادة أسمى أمانيه، فأكرمه الله بتحقيق أمنيته. حيث فجّرت سيارته وهو ذاهب لصلاة الجمعة مع ولديْه " محمد وإبراهيم "، فاستشهد الثلاثة، وقد أكرمه الله بحفظ جسده رغم استخدام 20 كجم " تي.إن.تي"، إذ قذفه الانفجار على بُعد مترين، ووُجد أثناء استشهاده ساجدا، فظنّ أوَل من هرع إلى المكان أنه حيّ وساجد لله شكرا ...
رحل عبد الله عزام وهو ينادي : بأن " مقادير الرجال تبرز في ميدان النزال لا في منابر الأقوال". ويهتف: " أيها المسلمون: حياتكم بالجهاد، وعزّكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطا مصيريّا بالجهاد. يا دعاة الإسلام: احرصوا على الموت توهب لكم الحياة." ….
فرحمك الله رحمة واسعة وأنزلت مقعد صدق عند مليك مقتدر.
من مؤلفاته
ـ كتاب (العقيدة وأثرها في بناء الجيل).
ـ كتاب (الإسلام ومستقبل البشرية).
ـ كتاب (السرطان الأحمر).
ـ كتاب (آيات الرحمن في أفغانستان